عمى الشوارع


عمى الشوارع











لا زالت الأرصفة الرمادية والطرق المعبدة السوداء مسيطرة على المشهد العام للشوارع كأنها الشاشات القديمة الغير ملونة بالقرن الهجري الماضي في إيحاءٍ لعمى الألوان ،، لقد جار الزمن على هذا النمط الهندسي العتيق وآن الآوان لمجاراة الحاضر في إحياء المدن وتجميلها بالألوان التي لم يخلقها الله سبحانه وتعالى لنختزلها في أوراقنا وأسطح أجهزتنا اللوحية ،، لقد أجزم علماء النفس أن الألوان مؤثرة على النفس البشرية إيجاباً وسلباً ،، ولذا أعجب من عدم إستخدامها بالميادين والشوارع لتصبح المدن صديقة للإنسان ومحفزة للمشي والرياضة .










أنه مما يكدر الخاطر أن ترى رجالاً ونساءً وحتى الأطفال والكهول يجوبون الشوارع والمخططات السكنية الغير مأهولة بعد صلاة العصر يمارسون الرياضة والتشوه البصري على مد البصر والنظر ،، وإن شرعت البلديات مؤخراً بإزالة تلك التشوهات ،، إلا أن إزالتها أو طمسها لا تكفي بينما بالإمكان عمل العكس وتزيين الميادين والأرصفة بأنواع كثيرة من الفنون البصرية كجداريات وتشكيلات فنية بمواد متنوعة وإستخدام الأرضيات المطاطية التي يمكن تشكيلها وطلائها حسب الرسومات الفنية عطفاً على الإستعانة بالفنانين للرسومات ثلاثية الأبعاد ،، أما الإسفلت فيمكن طلائه حسب التعليمات المرورية مما يجعل المدينة ذات طابعٍ فني يعشقها أهلها وزائريها .












كافة الأوساط العلمية تحث على الإعتناء بالموارد البشرية وتحفيزها للنهوض بالعقل الإبداعي الذي يُستثار بالاسترخاء والتأمل في المناظر والألوان الجاذبة بالشوارع والطبيعة في المنتزهات الوطنية والحدائق العامة بعد صخب العمل صباحاً ، وإن مشروع ( الرياض آرت ) أكبر محفز للبلديات أن تقتفي أثر الرياض وتساير خطواتها الحضارية وتبدأ برسم لوحتها المعمارية الخاصة .



محمد الغانمي
@Mh_Mohammed2

مشاركة على

alreyada12

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق